__________________________________________
__________________________________________

من أجلهم

السبت، 30 أغسطس 2008

مشتاقين ليكم مُشتاقين..



- (أمل حياتي يا حُب غالي ما ينتهيش)..
مِنْ حُبها لأم كلثوم و لهذه الأُغنية تحديدًا اختارت لكِ اسم (أمل), وعَنْ طريقها فقط عرفت أُم كلثوم, و من جهاز الراديو الخاص بها خرج صوت نجاة الصغيرة ليدخل قلبي: " حبايبنا.. عاملين إيه؟ في الغُربة.. و أخباركم إيه؟ مِرتاحين و إلا تعبانين؟ فرحانين و إلا زعلانين؟" . و دموعها أنبأتني أن صاحبة هذا الصوت تُجيد التسلل إلى داخل الروح, كانت تقول لي أن (حبايبنا) المقصودين في الأغنية هُم أبناءها البعيدين.. و سنين عُمري الثمان لمْ تكن تعرف الغُربة.. فكنت أدندن بالأغنية كالتالي: " حبايبنا عاملين إيه.. في الغُرفة.. أَخباركم إيه؟ "


- (أنا وإنت ظلمنا الحُب).. و أنا في الثامنة عشر من عُمري, و دخولك الأول إلى غُرفتي يتسبب في
ارتطام كاسيت (ظلمنا الحُب)
بالجدار و أنتِ تقولين باستهتار: " أكره أم كلثوم". و أنا كالمجنونة أبحث عن الكاسيت/ الهدية.. و أقول لكِ أني أُحبها و أمك تُحبها و حتى اسمك مُقتبس مِن أغانيها..


سنين طويلة لم نعرف فيها بعضنا بأمر الكبار, سنين طويلة فاتنا فيها أشياء كثيرة, فاتنا فيها أَن نكبر معًا, و أَنْ نُشاغب معًا.. فاتنا فيها أن نغار مِن بعضنا, أن نعرف بعضنا جيدًا.. أن نتخاصم كثيرًا و نتصالح كثيرًا.. فاتنا الكثير و الكثير بأمر الكبار, بكراهيتهم, بحقدهم.. بنزاعاتهم.. فاتنا الكثير..
لكنَّ كل هذا
لا يهم .. المهم أن (حبايب) أمك الذين كانوا في الغرفة/ الغربة.. هم أجمل ما حدث لي على الإطلاق.. حتى و إن كان (الحبايب) يكرهون أم كلثوم و يكسرون (كاسيتاتي).. و يلعنون أغنياتي..



و (مُشتاقين ليكم مُشتاقين)..


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق