__________________________________________
__________________________________________

من أجلهم

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

أ ص د ق اء







الأصدقاء,
هِبة الحياة الشحيحة..
الـ (هِبة) التي نُمرغها في البُعد , في التجاهل الصارخ, وفي وحل التناسي..
و تظل غير قابلة للمحو التام..
تظل عصية على النسيان. و إن كانت سريعة الإذعان لفراغ الغياب الطويل..
الغياب الذي يترك كل هذا الغبار..
الغبار الذي لا يمكن نفضه بالسؤال الروتيني عن الصحة و الأحوال..
الغبار الذي لا يمكن نفضه بالتواصل السخيف, الشبيه بالكوميديا التهريجية..
التواصل الذي تبدأ معه الأسئلة بإخراج ألسنتها في وجه آمالي..
الأسئلة التي نتبادلها دونَ خجل.. مع إني في داخلي أجزم أنها بذاءات..
الأسئلة من فئة : " وين الناس؟ " .. " وينك ما تتصلين "
الأسئلة التي تتشكل في صورة عتاب عديم الجدوى..
العتاب الذي يُشبه شيخًا كبيرًا أكلت و شربت السنين من ذاكرته..
فصار كل كلامه.. هذيااان..
هذيااااان مضحك و مثير للسخرية المُرّة..



الأصدقاء..
هبة الحياة الشحيحة بالعطايا..
هبة الحياة التي تحترف السرقة..
هبة الحياة التي تُعطي, و تمن, و تندم, فتستعيد عطاياها..

الأصدقاء..
ماعادوا تلك الهبة الجديدة, الثمينة..
الأصدقاء الآن قطعة (أنتيكة) في معرض حياتي.
استيقظ بعد كل غياب لأنفض عنها غبار الوقت.
الأصدقاء,
ماعادوا ذلك الجدار الذي استند عليه مطمئنة..
و لا السقف الذي يُظلني و لا يطاله شيء.
الأًصدقاء الآن..
همُ هذا النسيج الذي أخشى عليه من كل شيء..
النسيج الذي تفككه الريح..
و تتهالك خيوطه عند كل مغيب..
المغيب الذي أغيب معه عن حاضري, فأحلم بالصداقات الضائعة..
بالوجوه البعيدة.
بالذكريات التي لها رائحة خبز ناضج..
فأجوع..
أجوع..


الأحد، 1 فبراير 2009

C.V




أنا المولعة بالأبيض و الأسود, المسكونة عتمةً و نورانية.
أنا الهاربة مِنْ لعنة الرمادي الذي يطوق عُنق أيامي..
أنا المشدودة بذاكرتي و ذكرياتي إلى زمنٍ ماضٍ ..
أنا الواقفة على أطراف أصابع الأمل أحاول أن أُطيل قامتي و أمد عُنقي و استشرف الآتي..
أنا..أنا ..
أنا التي لا أعرف مكاني, لأني أَجهل الكيفية التي يكون بها : " خير الأمور أوسطها"
أنا هذا الفراغ الذي يملأني, و يفجرني..
أنا هذا الحشد الذي يضطرب به داخلي, فأجرب أَن أكتب إليك..
أجرب أن أكتب شيئَا كالبكاء,
و أضحك..
أضحك.. لأن الحياة صارت مُضحكة بشكلٍ لا يُحتمل, الحياة تتخبط في عمى و تُعاني مِن سوء توزيع.
الحياة تهب كل شخص ما لا يحتاجه, و تسلب الآخر ما يحتاجه.
الحياة مُضحكة يا صديقتي.
عجوز عمياء مضحكة بشكلٍ لا يُحتمل.
فأضحك..
أَنَا لا احترف الحُزن و لا استدعيه.
لكنه باتَ يغتصب أيامي بعنف مستطير.
أنا أَمد يدي للحياة, لا لتنتشلني, بل لانتشلها مِن وضعها المؤسف, مِن تخبطها المزري. لكنها تلوي يدي..
يا هذه الـ (نجاة).. أَنا أضع رأسي المثقل بالأحلام على وسادتي و أُجاهد في تلوين الغد الأجمل, لكنَ واقعي يصرخ ألمًا و احتجاجًا و خوفًا و.. و...
و احتياجًا لحضورك..

داليدا


في مايو 1987 م, تركت داليدا الحياة, و تركت بعدها ورقة تصرخ في وجه الدنيا:
"Pardonnez-moi la vie est insupportable"
داليدا التي ملأت الدنيا بالجمال و الأغاني, استدعت الموت, و تركت الحياة التي لم تعد تُحتمل.
يراودني موت داليدا عن حياتي, يراودني كثيرًا أن استدعي نهايتي بطريقتي, و أَنْ أترك ورقة لا تحمل جُملة داليدا: (الحياة اصبحت غير محتمله ... سامحوني).

لا أعلم في حال قررت أن أترك ورقة تصرخ في وجه الدُنيا, أي عبارة سأكتب؟
قد أكتب أن كل ما حولي يُحتمل.
لكني لمْ أعد احتمل أن لا أرفض أي شيء.
و أن احتمل كل شيء..
و أن يكون لكل شيء عيوبه المنفرَّة بلا حد.
و تفاصيله المحببة إلى أقصى حد..


دعوكم مما ورد أعلاه, و أنصتوا إليها هُنا.





.