__________________________________________
__________________________________________

من أجلهم

الأربعاء، 6 مايو 2009

____

" ما زلتُ ذاكَ الطريق الذي لا يُضيرك فيه الحَفاء.
و لا ينتهي..
قبل أَنْ تنتهين" *
* محمد حسن علوان


تقول نادية : " البكاء يقوم مقام المشي لمسافة طويلة, ذهني مشوش أشعر بأني مرهقة جداً .جسمي مهترئ.. و قلبي موجوع.. وصوتي مبحوح"

و أَنا لَمْ أَقلْ لكِ بأنَّ هذا ما أقوم بهِ بشكل شبه مستمر هذه الأيام.
أمشي هذه المسافات الطويلة و أنا على وسادتي, أفكر في الصيف المُنتظر, في الانتظار المُرهق, في اللقاء القصير, في أَنْ يكون أو لا يكون..
فأن يكون هذا اللقاء.. يعني أن تسقيني ملحًا على الظمأ..
و أن لا يكون.. يعني أَنْ يقتلني الظمأ.
و لا سبيل إلى الارتواء.

في كل صباح, استيقظ و قد قطعت مسافات مِن الإرهاق و التعب و البكاء و الأحلام الأطول من ساعات نومي.. استيقظ و قَد جف الدمع, و لمْ يبقَ إلا العطش, و الملح.. فأسأل نفسي: "متى سيقتلني الظمأ؟"


وردة الفالنتاين التي ذبلت في البُعد, كيف حالها الآن؟
أوراقها ذابلة كروحي..
يُفتتها الجفاف كـ قلبي.

كمْ هي الأشياء التي تنتظرني كهذه الوردة؟
المفتاح الذهبي الذي انتظره و ينتظر أن يجد مكانًا على صدري لأحقق أغنية فريد التي سبقته إلي: "قلبي و مفتاحه. بقى ملك إيديك"..
القلم الذي سأكتب به اسمك أولا.. و الولاعة التي سأحرق بها أوراق (التقويم).. كما أحرقتني كل الأشهر الماضية بلهيب الانتظار..
تذكرة السينما التي ستأخذ دورها في الانتظار منذ هذا المساء..
الكُتب التي ستكون بين يدي لأتحسس على صفحاتها آثار يديك النائية جدًا.

في كل مساء.. أتحسس بخيالي كل هذه الأشياء الصغيرة, أُقلبها بين يدي اللهفة و الحُلم, في حضرة دموعي, و على صوت الأسئلة التي لا ترحمني, و لا ترحمك:

لمَ حين وجدت نفسي فيك, فقدتها سريعًا بفقدك؟
و بين كل هذه المطارات التي لا يُمكنني حفظ أو حصر أسمائها.. أينَ أكون أنا؟
لماذا يُمكنك التنقل في كل هذه الأماكن البعيدة, و النائية جدًا.. و لا يُمكنني أَن أكون مثلها.. محطة تحظى بإيابك بين حين و حين؟
و كمْ مِن المسافات يلزمني أَن أمشي في كل مساء لأحظى بلقائك؟





هناك تعليق واحد:

  1. مسافات طويلة .. تُبعدنا عن آحبابنا ..

    ما من سبيل لــ إختصارها ..

    نمضي على ذاك الطريق ..
    تزداد المسافات بُعداً ..
    وبالآمل والاحلام والاماني والشوق نزداد قُرباً ..

    كل ما أنهكنا التعب ..

    نتسأل .. كيف السبيل إلى اللقاء ..

    ننتظر ..
    وننتظر ..
    و ننتظر .. لو أنها تُحرقنا شمس الانتظار ..
    نتصبر .. فكل شيءٍ يهون .. عند اللقاء ..

    لكن !!

    الويل لكل مشاعرنا ..
    إذا لم نجد إلا سراباً عند إنتهاء المسافات الطويلة ..
    لانجد إلا اللامبالاة وعدم الاهتمام ..
    ستسكننا الخيبة حينها .. فخيبة آمالنا عظيمة ..

    لذلك ربما آن الانتظار آحياناً يرآف بحالنا ..
    فيطيل من زمنه .. لكي لايصدمنا اللقاء ..

    لكننا نجازيه .. بأننا في كل مكان ..
    نصارح ونعبر عن مانشعر به تجاهه ..
    (( كــــــم نكرهـ الانتظار )) !!

    لا آعرف يامنى .. فــ رُقي مدونتك .. سيجعلنني آتردد هنا دوماً ..
    و آواصل غموضي .. وارتدي رداء آحدهم ..


    آحدهــــــــم ...

    ردحذف